يحاول هذا البحث الكشف عن أثر البيئة في الإنسان من خلال انعكاس هذا الأثر في المثل الشعبي؛ فالإنسان – وهو العنصر الأكثر فاعلية وانفعالية بالطبيعة – يتأثر بكل ما تقع عليه عينه من حيوان وطيور وزواحف وسهول وهضاب وجبال وأشجار وأنهار وعيون، ويتجلّى هذا التأثر في إبداعه الشعبي بشكل عام؛ ذلك الإبداع الذي ينم عن معرفة الإنسان بكل خصائص عناصر البيئة التي يعيش فيها. إنّ الاهتمام بالأيكولوجيا وتأثيرها على الإبداع الشعبي في مكان بعينه من خلال دراسة مكوناته الثقافية، وأنواع الإبداع الثقافي فيه، تساهم بشكل فعّال في خدمة إنشاء أطلس حقيقي للمأثورات الشعبية. كما أنّ دراسة الجغرافيا الثقافية تكشف في بعض جوانبها عن تأثير البيئة الطبيعية بكل عناصرها في الإنسان، وبالتالي في أنشطته الثقافية، وهو مما يساعد في تنمية هذا المكان – ثقافياً – تنمية مستدامة. وقد اختار الباحث المثل الشعبي – دون سائر أنواع الإبداع الشعبي – ليكون مجالاً لتطبيق فرضية البحث؛ لأنّ المثل يُكَثّفُ كلّ التجارب الإنسانية التي يمر بها الإنسان عبر رحلته في هذه الحياة؛ ممّا يجعل الفكرة أكثر وضوحاً فيه. وقد قام هذا البحث – تطبيقاً – على البيئة الصحراوية وأثرها على عملية الإبداع من خلال تلمس ذلك الاثر في امثالها. ونظراً لتشابه المناطق الصحراوية في ظروفها الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية فقد وسع الباحث المنطقة لتشمل شبة جزيرة سيناء في الصحراء الشرقية، والواحات البحرية وبعض الاطراف الغربية لمحافظة البحيرة (أبو المطامير) في الصحراء الغربية. لكن نظراً لاتساع الموضوع وكبر حجمه على هذه الورقة، فقد اكتفى الباحث بتطبيق فكرة البحث على الامثال التي تناولت حيوانات البيئة الصحراوية، وطيورها، وزواحفها سواءً في ذلك الآنس منها والآبد، بعد تصنيفها نوعياً، بهدف الكشف عن تأثير البيئة بكل مكوناتها في صياغة المثل الشعبي. وكان من أهم نتائج البحث: إنّ للبيئة أثراً عظيماً على مبدعي الامثال؛ لإذ استمدّ منها المبدعون جُلّ مفرداتها – سواء ما ذكرناه في البحث، او ما تركناه للإطالة – فالصحراء مرآة العربي انعكست عليها كل مكوناتها، وهذا ما تبدى جلياً في إبداع المثل. كما إنّ أكثر الصور التي وردت في الأمثال للحيوانات والطيور والهوام تعتمد على معرفة إنسان الصحراء بالحيوان أو بالطير، وبطبيعته، وبصفاته؛ على أنّ دورها – في الغالب – يساهم في نقل المعنى من المحسوس إلى المعنوي. ومعنى ذلك أن المعنوي (مضرب المثل) مرتبط بالعنصر المحسوس المأخوذ من البيئة، وهذا يعكس بشكلٍ واضح دور البيئة في الإبداع الشعبي. ويوصي الباحث بضرورة جمع جميع المأثورات الشعبية لكل بيئة؛ لأنّ هذا سيؤدي إلى إنشاء أطلس حقيقي للفولكلور، وسياسهم في الحفاظ على الهوية في ظل تيار العولمة الجارف، بالإضافة إلى أنّ جمع جميع المأثورات في بيئة بعينها سيعكس – بشكل اكثر وضوحًا – أثر البيئة في عملية الإبداع.
ابوليفه, خطري عرابي. (2015). الأيكولوجيا وتأثيرها على الإبداع الشعبي المثل الشعبي نموذجًا. مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 16(35), 217-266. doi: 10.21608/jfabsu.2015.423471
MLA
خطري عرابي ابوليفه. "الأيكولوجيا وتأثيرها على الإبداع الشعبي المثل الشعبي نموذجًا", مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 16, 35, 2015, 217-266. doi: 10.21608/jfabsu.2015.423471
HARVARD
ابوليفه, خطري عرابي. (2015). 'الأيكولوجيا وتأثيرها على الإبداع الشعبي المثل الشعبي نموذجًا', مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 16(35), pp. 217-266. doi: 10.21608/jfabsu.2015.423471
VANCOUVER
ابوليفه, خطري عرابي. الأيكولوجيا وتأثيرها على الإبداع الشعبي المثل الشعبي نموذجًا. مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 2015; 16(35): 217-266. doi: 10.21608/jfabsu.2015.423471