مهنة سقائي القرب والروايا وشروطها وأدواتها في مصر في القرن التاسع عشر في ضوء تصاوير المستشرقين: دراسة فنية حضارية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الفيوم، کلية الآثار، قسم الآثار الإسلامية

المستخلص

ملخص البحث:
تُعد أعمال المصورين المستشرقين وثائق مصورة للآثار والتحف التطبيقية والمهن التى نفذوها، فأمکن الاعتماد عليها فى معرفة عناصر فنية ومعمارية کانت موجودة واندثرت, کما أمکن من خلال الدراسة معرفة عادات وتقاليد وحضارة الشرقيين من خلال تصاوير المستشرقين من أزياء، وأغطية رؤؤس، وأطعمة وأشربه، ...إلخ.
أما مهنة سقاية الماء فکانت تُعد من المهن الهامة قديماً قبل إنشاء ومعرفة محطات الشرب, وکانت القاهرة تعتمد کلياً على النيل الذى کان يجرى على بُعد کيلو متر واحد تقريباً من الحد الغربى للمدينة, بينما کان الخليج المصرى لا يجلب المياه إلا لمدة ثلاثة أشهر التى کانت تعقب الفيضان, وفى تلک الفترة کان السقاءون يستخدمونه لجلب المياه، وسقي الناس بدلا من الذهاب إلى النيل.
وقد حرصت طوائف السقايين على التواجد بالقرب من مصادر المياه نظراً لما کانوا يتکبدونه من معاناة فى أثناء نقلها وتوزيعها, فکلما کانت المسافة أقل زاد توطن هذه الطوائف بالقرب منها, بالإضافة إلى ذلک توجد طائفة خاصة بالسقاء کانت تقطن خارج باب زويلة, وهى التى اختصت بتوزيع المياه داخل القاهرة, وعند مزاولة السقا لحرفته عليه أن يدخل فى النيل للبعد عن الأقذار.
وکانت جماعة السقايين بحکم ذهابهم من منزل لآخر - کما تقتضى حرفتهم- هُيىء لهم أن ينفذوا إلى أعماق البيوت, حيث السيدات, ولعبوا دوراً هاماً فى نقل الأخبار ونشرها وساهموا بطريقة مباشرة فى الحياة اليومية لأهالى القاهرة, وکان السقاءون يُستخدمون کوسطاء فى المغامرات العاطفية التى افترض وجودها فى معاقل الحريم, ولعبوا دور "رسل الغرام".
کما لم يقتصر دور السقايين على جلب المياه الصالحة للشرب الى البيوت. بل لقد اعُتمد عليهم فى مقاومة وإطفاء الحرائق التى تقع بالقاهرة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية