احتل الفن وضعاً ومکانة فى التنمية في کل العصور والمراحل التاريخية. وهذا انطلاقاً من أنه إذا کانت التنمية ترکز في المقام الأول على العنصر البشرى ،باعتباره الرکن الرکين فى أى مشروع نهضوى مثمر، من أجل بنائه بناءاً معنوياً ورفع کفاءته باعتباره القائد لعملية التنمية والفاعل الرئسى فيها، فان هذا لايتم الا من خلال الفنون والآداب التي بإمکانها أن تسهم في بناء مواطن واعٍ لديه قدر من الثقافة والذوق، يکون بکل تأکيد له تأثيره الملحوظ فى التنمية المستدامة، التى لا تکتمل إلا بتثقيف العقل وتهذيب الخلق . ويبدو لى: أن هذا هو الدور الذى حرصت نسبة کبيرة من الفنون على القيام به منذ نشأة الفن وحتى نهاية الحداثة .إذ بدخول البشرية إلى مرحلة ما بعد الحداثة، قد تغير هذا الأمر على المستوى الفنى بصورة ملحوظة، فقد أصبحت الفنون بکل أنماطها تعانى من أزمة حقيقية، سواء على مستوى الشکل أو على مستوى المضمون، لدرجة دفعت الکثيرين إلى توجيه الإتهام للفن، بأنه وسيلة أساسية ليس لتنمية المجتمعات، وإنما لانحطاطها وتدهورها، ولعل هذا ما انتبه اليه أفلاطون منذ القدم ، عندما هاجم الفنون الموجودة فى عصره، لأنها من وجهة نظره تبتعد کل البعد عن أى هدف تنموى، يأخذ بيد المجتمع إلى الأمام، إذ تشکل عامل هدم نظراً لابتعاد مضامينها عن تجسيد الفضيلة، تلک الأخيرة التى اعتبرها أفلاطون شرطاً أساسياً لاستمرار واستقرار المدينة الفاضلة، ودليلاً واضحاً على انشغال الفنان بقضايا مجتمعه . غير أن قضية علاقة الفن بالتنمية لم تقف عند هذا الحد، وإنما تطورت بشکل مغاير تماماً لوجهة نظر أفلاطون، حيث ظهر اتجاه عزل الفنان عن المجتمع ومشاکله، وضحى تماماً بالبعد الأخلاقى، وفصل الفن عن الحياة فصلاً جذرياً، ورفض أنصاره أن يکون للفن أى دور فى تنمية المجتمع، بحجة الحفاظ على قدسيته؛ وهو اتجاه الفن للفن . ونطمح من وراء هذا البحث، إلى تسليط الضوء على الفن بوصفه إبداعاً ثقافياً، يسهم فى تطوير وعى المتلقى ورفع مستواه، کى يکون له دوراً فاعلاً ومؤثراً فى التنمية المستدامة، کما نسعى أيضاً إلى معرفة کيفية إستثمار الفن فى تحقيق التنمية المستدامة ، خاصة وأن الفن فى کل أشکاله، لا يکون لأجل الفن فحسب، وإنما للفن أهدافاً تنموية نبيلة لابد من رعايتها وإرساء دعائمها . وتتلخص الأسئلة المحورية لهذا البحث فيما يلى: هل يحرص الفنان فعلاً على أن يکون له دوراً في التنمية ،أم أن الفنون قد أصبحت مصدراً فعالاً لهدم أى تنمية وزوالها؟. وهل بإمکان الفن أن يتحلل تماماً من أى دور فى تنمية المجتمع، کما يزعم أنصار اتجاه الفن للفن ؟ وإذا کان للفن دوراً فى التنمية، فکيف يکون هذا الدور مؤثرا وفعالاً ؟ هل هذا التأثير ينبع من قدرته على التجميل ،أم ينبع من قدرته على المواجهة ؟ وهل المواجهة تعنى نقل الواقع کما هو بزيفه ونقصه؟ أم أن للمواجهة أبعاداً أخرى لابد من مراعتها؟ Abstract Art occupied a place and position in the development ,in all ages and historical stages.This is Because if development focuses, on the human element, as the basis for any fruitful Renaissance project,to building him spiritually and raise its efficiency and this cannot be achieved, only through Arts and Letters, Which can contribute to building a Conscious Citizen With a degree of culture and taste, Which will certainly have a noticeable impact on sustainable development, which is not complete without educating the mind and refining the character. It seems to me that this is the role that a large percentage of the Arts have been keen to play since the inception of Art until the end of modernism, as humanity enterd to the post-modernism, this matter on artistic level has changed significantly, that the Arts, in all their forms, are suffering from a major crisis that has led many to accuse Art of being a main source of the decline and deterioration of Societies, This is what Plato noticed when he attacked the Arts of his time, because ,from his point of view it is far from any development goal that pushes forward,because its contents are far from the embodiment of virtue, which Plato considered a prerequisite for the participation of Art in development. But the relationship of Art and development did not stop at this point, it development in a different way with the Attude of Art for Art Sake this attude isolated the Arts and the Artist from Society and its proplems, and his supporters refused to have any role for Art in development under the pretext of preserving its sanctity We aspire from this research to shed light on Art as a cultural innovation that raises the awareness of the individual in order to have an effective role in sustainable development The central question of this research are: Dose art have a role in development, or has the Arts turned into obstacle to development? Is it possible for Art to degrade from any rol, as the Art for Art,s sake claims? Does the role of Art stem from its ability to beautify reality, or from its ability to represent reality?
فتحي غراب, د/ نجلاء مصطفى. (2019). الفن والتنمية المستدامة (دراسة في علم الجمال التطبيقى). مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 3(53), 51-86. doi: 10.21608/jfabsu.2019.186199
MLA
د/ نجلاء مصطفى فتحي غراب. "الفن والتنمية المستدامة (دراسة في علم الجمال التطبيقى)", مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 3, 53, 2019, 51-86. doi: 10.21608/jfabsu.2019.186199
HARVARD
فتحي غراب, د/ نجلاء مصطفى. (2019). 'الفن والتنمية المستدامة (دراسة في علم الجمال التطبيقى)', مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 3(53), pp. 51-86. doi: 10.21608/jfabsu.2019.186199
VANCOUVER
فتحي غراب, د/ نجلاء مصطفى. الفن والتنمية المستدامة (دراسة في علم الجمال التطبيقى). مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف, 2019; 3(53): 51-86. doi: 10.21608/jfabsu.2019.186199